على مدى أكثر من نصف قرن كانت ولا تزال قضية النقص الشديد في أعداد الهيئة التمريضية من أبرز القضايا التي تعاني منها وزارة الصحة حيث تقدر الحاجة الفعلية المطلوبة للهيئة التمريضية إلى أكثر من عشرة آلاف ممرض وممرضة من مختلف التخصصات. ولعل من أسباب هذا النقص الحاد والمزمن هو التوسع في بناء المستشفيات والمراكز الصحية بالإضافة إلى كثرة الإستقالات وارتباطها بعدم الرضا الوظيفي وقلة توفر مدارس التمريض في الكويت حيث لا يوجد حاليا إلا كلية حكومية واحدة للتمريض تقع تحت مظلة الهيئة العامة للتعليم للتطبيقي والتدريب ولا تقبل الطلبة الذكور الراغبين في دراسة بكالوريوس التمريض في الكويت منذ 2002 وحتى كتابة هذا المقال.
في عام 2005 أصدر الشيخ أحمد الفهد يوم كان وزيرا للصحة قرارا وزاريا تاريخيا غير مسبوق باستحداث البرنامج الوطني للإرتقاء بمستوى أداء أفراد الهيئة التمريضية الذي يتيح الفرصة للشباب الكويتي من الجنسين لدراسة التمريض من الدبلوم إلى الدكتوراه وذلك عن طريق توفير 500 درجة من ديوان الخدمة المدنية ما بين إجازة دراسية وابتعاث ولمدة 5 سنوات. ولقد كان هذا القرار من القرارات القوية والجريئة والتي لم تتعود بعض قيادات وزارة الصحة عليها فجن جنونها وأرادت أن تزاحم الممرضين والممرضات فحاولت إدخال فئات أخرى في هذا البرنامج إلا أن القرار كان واضحا وهو أن هذا البرنامج أصبح حصريا فقط لأفراد الهيئة التمريضية من الكوادر الوطنية.
الخبر المزعج هو أن هذا المشروع الوطني الجبار يمر الآن بصعوبات عديدة تتمثل في حرمان الممرضين الشباب من دراسة الباكالوريوس في بلدهم سواء في الجامعة أو في للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب. ويرجع السبب في هذا كله إلى عدم إيمان الإدارة الجامعية بضرورة وجود برنامج بكالوريوس التمريض تحت مظلتها وعدم قبول إدارة كلية التمريض في الهيئة لهؤلاء الشباب لدراسة الباكالوريوس بالرغم من مناشدة وكيل وزارة الصحة المساعد للشئون الطبية المساندة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب وهو الذي يمثل سوق العمل لمهنة التمريض. ونتيجة لذلك اضطر مجموعة من الممرضين والممرضات للدراسة خارج البلاد للدراسة وعزف آخرون عن الإلتحاق بهذا البرنامج لعدم رغبتهم في السفر خارج البلاد.
الزبدة
لا أعرف الشيخ أحمد الفهد على المستوى الشخصي ولا تربطني به أي مصلحة شخصية لكن قراره التاريخي هذا لا يستطيع أن ينكره أي ممرض أو ممرضة من الكوادر الوطنية ويدل فعلا على وطنيته وحبه لمهنة التمريض ولأبناء بلده من أفراد الهيئة التمريضية فجزاه الله كل خير.
لا هنت ياخوك على هالمقاله الرائعه
ReplyDeleteشي يحزن ان العديد يقرأ ولا يدلي برأيه
واسئل الله ان يسدد خطى الشيخ احمد الفهد على مافعله
تجاه هالمهنه المتجاهله من قبل المسؤلين
واستمر في طرح المقالات وقوالكـ الله
أخي Broken Bonds
ReplyDeleteشكرا على تعليقك. الشيخ/ أحمد الفهد من القلائل الذين اهتموا بمهنة التمريض. هذا سيف مجرب ابن شهيد الوطن راعي الحرشا. الله يوفقه وين ما كان يخدم الوطن