Photobucket

Monday, April 18, 2011

الهيئة التمريضية وخطرالأشعة الأيونية

أصبح استخدام الأشعة في وقتنا الحاضرمن الأشياء الشائعة والقيمة في مجالات مختلفة كالمجالات الطبية والأبحاث العلمية والصناعة. ويتم استخدام هذه الأشعة في المجالات الطبية وهذا ما يهمنا في هذه المقالة لتشخيص الأمراض المختلفة وعلاجها. ويمكن تصنيف الأشعة إلى نوعين رئيسيين هما الأشعة الأيونية وغير الأيونية. والأشعة غير الأيونية هي أشعة موجات ولا تقوم بتغيير خلايا الجسم ومن أمثلتها الضوء والحرارة وموجات الراديو والميكروويف. أما الأشعة الأيونية فهي التي تستخرج من مواد مشعة ولها القدرة على عمل تغيير في خلايا الجسم مثل أشعة ألفا وبيتا وجاما وأشعة إكس. وسنركز في هذه المقالة على الأشعة الأيونية ومخاطرها على صحة أعضاء الهيئة التمريضية.

عندما يتعرض الإنسان لكميات كبيرة من الأشعة الأيونية فإن خلايا جسمه تتعرض للتلف و الموت. أما عند التعرض لكميات قليلة فإنه يمكن لهذه الخلايا إصلاح التلف ذاتيا وهذه من نعم الله سبحانه وتعالى. لكن أحيانا يكون إصلاح هذه الخلايا جزئيا لذلك تكون النتيجة وللأسف حصول مشاكل صحية أو خلل في الجينات الذي يمكن أن يظهر في الأجيال القادمة. وتعتبر الأعضاء التناسلية والغدة الدرقية والثدي ونخاع العظام من أكثر الأعضاء حساسية لهذه الأشعة.
ويمكن تصنيف آثار التعرض للأشعة الأيونية إلى آثار آنية لحظية وآثارمؤجلة. ومن أمثلة الآثار الآنية هي الغثيان و ضبابة على عدسة العين والعقم وتشوهات جينية. أما الآثارالمؤجلة فمن أمثلتها تغييرات في الجينات وفي نموالجنين والإصابة بمرض السرطان. كل هذه المخاطر وغيرها لم تكتشف قبل سنة 1920 لذلك وجد العلماء أن مجموعة من أخصائيي "أشعة اكس" الذين تعرضوا قبل هذا التاريخ لكميات كبيرة من هذه الأشعة كانوا لا يتمتعون بالحماية من هذه الأشعة كارتداء السترات الواقية قد أصيبوا بسرطان الدم.

وفي الكويت يتعرض مجموعة من أعضاء الهيئة التمريضية من العاملين في أقسام الأشعة التشخيصية وممرضي العناية المركزة والعمليات وممرضي السرطان لمخاطر الأشعة الأيونية. فهم يقومون بتقديم الرعاية التمريضية لمرضاهم ولكنهم للأسف لا  يتمتعون بالحماية الكافية من هذه الأشعة. فالأولوية دائما تكون لأخصائي الأشعة والفنيين. فعلى سبيل المثال لا يتم تزويد أعضاء الهيئة التمريضية بالأعداد الكافية من السترات الواقية والمصنوعة من الرصاص ولا الأجهزة الخاصة التي يتم تثبيتها في ملابس هؤلاء الأخصائيين والفنيين والتي تقوم بقياس كمية الأشعة التي تعرضوا لها (Film Badge) خاصة إذا علمنا أن كثيرا من أفراد الهيئة التمريضية قد تعرضوا لهذه الأشعة لسنوات عديدة وصلت إلى أكثر من 20 سنة. إضافة إلى ذلك لا يتم تثقيف أعضاء الهيئة التمريضية بمخاطر الأشعة وطرق الحماية منها.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية توجد جمعية تمريض تسمى جمعية التمريض الإشعاعي وهي متخصصة بمساعدة أعضاء الهيئة التمريضية العاملين في مختلف أقسام الأشعة. وقد تم إشهار هذه الجمعية  في سنة 1991. ومن إصداراتها مجلة علمية تعنى بأمور الأشعة والهيئة التمريضية والطرق المختلفة للحماية من مخاطر الأشعة. وتقوم هذه المجلة أيضا بنشر الأبحاث العلمية المختلفة للهيئة التمريضية وغيرهم من داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها.     

أخيرا أعتقد أن من حق أعضاء الهيئة التمريضية ممن يعملون في مجال الأشعة التمتع بالحماية الكافية من مخاطر هذه الأشعة ومن واجب مسئولي أقسام الأشعة تزويدهم بهذه الحماية بالتعاون طبعا مع مسؤلي الهيئة التمريضية في جميع المناطق الصحية. وتتلخص هذه الحماية  في توفير السترات الواقية وأجهزة حماية الغدة الدرقية لأعضاء الهيئة التمريضية هذا بالإضافة إلى تثقيفهم وتوعيتهم. حفظ الله الكويت وأميرها وشعبها من كل مكروه. آمين

No comments:

Post a Comment