Photobucket

Wednesday, February 16, 2011

التمريض في الشاشتين الصغيرة والكبيرة

دأب بعض العاملين في وسائل الإعلام المختلفة للأسف على تشويه مهنة التمريض وأصحابها منذ عدة عقود قبل أن يقوم بأكثر من ذلك "عشماوي التمريض" . وفي هذا المقال سأستعرض مع القراء الإعزاء الصورة الحقيقية لمهنة التمريض وأصحابها ومقارنتها بالصورة المشوهة المنقولة في وسائل الإعلام وخاصة الشاشتين الصغيرة والكبيرة.

في البداية دعونا نعرف ما هو التمريض؟ وما هي مؤهلات أصحاب هذه المهنة؟ هناك تعريفات كثيرة لهذه المهنة الإنسانية ولعل أفضلها هو تعريف مجلس التمريض الدولي الذي ينص على أن "التمريض هو العناية بالأفراد من مختلف الأعمار، والعائلات، والمجتمعات سواء كانوا مرضى أم أصحاء ويشمل أيضا الدفاع أو الدعم والتشجيع على البيئة الآمنة والبحث والمشاركة في تشكيل السياسة الصحية وأجهزة الإدارة الصحية والتثقيف". أما أصحاب هذه المهنة فهم الممرضون والممرضات الذين قاموا بدراسة هذه المهنة في مختلف مدارس التمريض المنتشرة في بقاع الأرض كباقي المهن الأخرى وهم يحملون شهادات مختلفة مثل الدبلوم والباكالوريوس والماجستير والدكتوراة من جامعات ومعاهد متخصصة وفق مناهج تعمل على مواكبة التطور العلمي والتكنولوجي للخدمات الصحية. هذا ملخص للصورة الحقيقية لمهنة التمريض وأصحابها ولكن ماذا فعل بعض القائمون على الشاشتين الصغيرة والكبيرة بهذه الصورة؟ وكيف تم تشويه صورة أصحابها؟.

قامت الغالبية العظمى من الأعمال المقدمة على الشاشتين الصغيرة والكبيرة وهما التلفزيون والسينما بإهمال دور هذه المهنة الإنسانية في المجتمع وركزت على تشويه دور الممرضين والممرضات. فأنت ترى عزيزي القارئ أن هذه الأعمال تحتكر هذه المهنة على النساء ولا تبين للمشاهد أنها للرجال أيضا. وتقوم هذه الأعمال أيضا عند إختيار الممرضة كبطلة لعمل معين بالتركيز على مشاكلها الشخصية والتي تكون في الغالب مشاكل أسرية وإدمان كحول أو مخدرات دون تسليط الضوء على دورها العظيم في مكان عملها كرعايتها لمرضاها من الذكور ولإناث سواء كانوا أطفالا، أو بالغين أو شيوخا. بل أن هذه الأعمال لم تركز حتى على قضاياها المهنية الكثيرة وطبيعة مهنتها الشاقة التي تتطلب جهدا عضليا وذهنيا. ولم تقف هذه الأعمال عند هذا الحد بل قام المسئولون عن هذه الأعمال بتصوير الممرضة بعدة أشكال منها البغي والفتاة اللعوب وتلك المرأة التي أطلق سراحها من السجن وهي تبحث عن عمل فاقترح عليها العمل كممرضة عند أحد الأطباء "من الذكور طبعا" وهي لا تملك أي مؤهل !!!. وأخيرا تقوم هذه الأعمال بإرغام المشاهد على أن يسلم بهذا الواقع وهو" أن الممرضة لا يجب أن تتزوج إلا طبيبا". وفي مشاهد أخرى تقف هذه الممرضة "المسكينة" خلف الطبيب صماء بكماء عمياء (لا تهش ولا تنش) تنتظر الآوامر من سيدها.

وأخيرا قامت هذه الأعمال للأسف بإهمال كل المهارات التي تتقنها الممرضة مثل فن الإتصال اللفظي وغير اللفظي مع المرضى وعائلاتهم وجميع زملائهم من أعضاء الفريق الصحي. وكذلك تم إهمال دور الممرضة الرئيسي في جمع المعلومات المتعلقة بحالة المريض العضوية والنفسية والإجتماعية الإقتصادية والتطورية والروحانية. وتم إهمال دور الممرضة كذلك في إدارة الأجنحة وتثقيف المرضى وذويهم وتثقيف زملائها من أعضاء الهيئة التمريضية وعمل البحوث التمريضية المختلفة. وأهملت هذه الأعمال أيضا كل الأجهزة التي تستعملها الممرضة في عملها مثل جهاز التنفس الإصطناعي وتخطيط القلب والكثير الكثير من الأجهزة الأخرى فاستهزأت بما تقوم به الممرضة وركزت على شئ واحد فقط وهو "إعطاء الحقنة" !!!!. ولك أن تتخيل عزيزي القارئ ما الذي سيحصل لو توقف كل ممرض وممرضة في جميع المستشفيات والمراكز الصحية عن إعطاء هذه "الحقنة"؟  بالطبع ستكون هناك كارثة في هذه الأماكن فما بالك بأمور أكبر وأخطر يقوم بها أفراد الهيئة التمريضية.

في نهاية هذا العرض عزيزي القارئ يتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا قامت هذه الأعمال بتشويه مهنة التمريض؟ أعتقد شخصيا أن هناك أسباب عديدة لذلك منها:

أولا: سيادة النساء تاريخيا لمهنة التمريض وتدني مكانة المرأة في بعض المجتمعات مما انعكس بالطبع على هذه المهنة.

ثانيا: سيادة الأطباء الذكور لمهنة الطب ونظرا لمكانة المرأة في بعض المجتمعات مما إنعكس على علاقة الطبيب بالممرضة المرأة.

ثالثا: جهل بعض المسئولين عن هذه الأعمال بأهمية هذه المهنة وأصحابها.

وأخيرا وهو الأهم هو تقصير بعض قادة التمريض في الإدارات والجمعيات والمدارس للتصدي لهذه الأعمال وشجبها وتوعية الشعوب بأهمية هذه المهنة وتحسين صورتها وإبرازدورأعضاء الهيئة التمريضية في بناء مجتمعاتهم.   

No comments:

Post a Comment